للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣ - الأشاعرة:

وبالرغم من اتفاق هؤلاء على إثبات الصفات العقلية، كما عرفنا ذلك في الفصل السابق إلا أنهم يختلفون في إثبات الصفات الخبرية.

فالمتأخرون منهم: كأبي المعالي الجويني، والغزالي والرازي لا يثبتونها، ويؤولون ما ورد فيها من آيات وأحاديث صحيحة لأمرين هما عين السبب الذي دفع المعتزلة إلى نفيها.

الأول منهما: أن إثباتها يقتضي تشبيه الله تعالى بخلقه ويؤدي إلى التجسيم.

وثانيهما: أن الأدلة عليها ظنية، لأنها تتمثل في مجرد ظواهر شرعية، وهذه معارضة عندهم بما يعتبرونه أدلة قطعية وهي الأدلة العقلية. وبناء على هذا اختلفت نظرتهم حيال الأدلة الشرعية الدالة على الصفات الخبرية على رأيين:

الأوّل: تفويض العلم بمعانيها إلى الله جل شأنه.

الثاني: أو تأويل تلك النصوص، بصرفها عن ظواهرها إلى معان تليق بالله تعالى حسب زعمهم.

وفي بيان هذين المسلكين يقول سعد الدين التفتازاني:

" ... أما ظواهر الشرع فكقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} ١، و {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} ٢. و {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ٣ {وَيَبْقَى


١ سورة الفجر آية: ٢٢.
٢ سورة البقرة آية: ٢١٠.
٣ سورة طه آية: ٥.

<<  <   >  >>