جعل طلبتهم كطلبة بني إسرائيل وإن لم يسموه إلها لكن لما كانت الحقيقة واحدة أنكر عليهم ولم ينظر إلى كونهم سموها ذات أنواط فالمشرك مشرك ولو سمى شركه ما سماه كما أشار إلى ذلك في الشرح.
التاسعة "أن نفي هذا من معنى لا إله إلا الله مع دقته وخفائه على أولئك" أي نفي اعتقاد البركة في الأشجار والأحجار وغيرها من معنى لا إله إلا الله ولذلك أنكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ذلك ولو كان لا ينافي لا إله إلا الله لما أنكره عليهم ولكن لدقته خفي عليهم.
العاشرة "أنه حلف على الفتيا وهو لا يحلف إلا لمصلحة" أي لما قال: "قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى".
الحادية عشرة "أن الشرك فيه أكبر وأصغر لأنهم لم يرتدوا بهذا" أي لما شبه مقالتهم بمقالة بني إسرائيل وجعل ذلك اتخاذ إله مع الله صار هذا شركا أصغر ولو كان أكبر لأمرهم بتجديد إسلامهم والذي منعهم من الردة كونهم لم يفعلوا.
الثانية عشرة "قولهم: "ونحن حدثاء عهد بكفر" فيه أن غيرهم لا يجهل ذلك" أي الذين قالوا ذلك كانوا قريب عهد بشرك لم يسلموا إلا من قريب بخلاف السابقين الأولين فإنهم لم يصدر منهم شيء من ذلك.
الثالثة عشرة "التكبير عند التعجب خلافا لمن كرهه" أي لقوله: "الله أكبر إنها السنن".
الرابعة عشرة "سد الذرائع" أي أنه لما بادرهم بالإنكار عليهم مجرد القول ولم يصبر عن الإنكار إلى أن يفعلوا صار هذا سدا للذريعة.
الخامسة عشرة "النهي عن التشبه بأهل الجاهلية" أي لما نهاهم عن اتخاذ ذات أنواط وأخبر أنه من سنن الذين قبلهم دل ذلك على النهي عن التشبيه بهم.