للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} فهي وحي من الله.

٢ ـ وكذلك قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران:١٦٤] . إن فُسِّرَت الحكمة بالعقل والإتقان والصواب في القول والعمل (١) .

وفسّرها ابن عباس رضي الله عنه "بعلم القرآن ناسخه ومنسوخه محكمه ومتشابهه " وفسّرت كذلك بفهم حقائق القرآن (٢) ، وهي معانٍ تنطبق على السنة ولا تخرج عن دائرتها فإنّ العديد من العلماء فسّروها بالسنة بكلّ وضوح فقد شرحها كل من قتادة بن دعامة السدوسي [ت١٣١هـ] وعبد الملك بن جريج [ت١٤٩هـ] بالسنة (٣) وشرحها ابن جرير الطبري بقوله "وهي السنن التي علّمكموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنّها لكم " (٤) .

والحكمة وردت في القرآن العزيز مقرونة بالكتاب في مواطن عديدة، وممن بسط القول في شرحها وعلى أنّها السنة المطهرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله فقال في رسالته: " سمعت من أرضى من أهل


(١) انظر البحر المحيط - محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان الأندلسي الغرناطي الحياني الشهير بأبي حيّان ٢/ ٣٢٠،٤٦٣.
(٢) مفردات القرآن للراغب ٢٥٠.
(٣) جامع البيان عن تأويل القرآن - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ١/٥٥٧ /٣/٢٧٤. [ط٣ - ١٣٨٨هـ/١٩٦٨م - مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر] .
(٤) المصدر السابق ٢/٤٨٣.

<<  <   >  >>