,إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:٣-٤] وقوله: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[النساء:٨٠] إلى غير ذلك من الأدلة، غير أن السنة النبوية تفارق القرآن الكريم بأمور كثيرة أهمها:
١- أنها نزلت بالمعنى ولفظها من النبي صلى الله عليه وسلم ومن هنا جاز روايتها بالمعنى للخبير بمقاصدها العارف بمعانيها وألفاظها عند من يرى ذلك من العلماء.
٢– أنها ليست معجزة بألفاظها.
٣– ولا متعبداً بتلاوتها.
وقد يشكل على أن السنة بأقسامها: أقوالها وأفعالها وتقريراتها من الوحي ما قرره العلماء من جواز الاجتهاد له صلى الله عليه وسلم وأنه اجتهد في كثير من الوقائع في الحروب وغيرها، فَجعْلُ السنة موحى بها من الله سبحانه يعارض ما قرره جمهور العلماء فضلاً عن أنه يسلبه صلى الله عليه وسلم خصائصه ومزاياه من الفهم الثاقب والرأي الصائب. والجواب عن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم وإن اجتهد في كثير من المواطن التي لم ينزل عليه فيها وحي بمقتضى ما فطر عليه من العقل السليم والنظر السديد إلا أَنَّ الله سبحانه لايتركه وشأنه، ولكن يقره إذا أصاب وينبهه إن أخطأ.
ومن هنا كان اجتهاده صلى الله عليه وسلم إذا أقره الله عليه وحياً حكماً فلا تعارض بين أن السنة وحي من الله وأن ذلك لا يسلبه صلى الله عليه وسلم شيئاً من خصائصه ومزاياه بل يؤكدها ويقررها (١) .