[د - أمهات المؤمنين يبلغن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم]
ولاننس ما لزوجاته صلى الله عليه وسلم من فضل كبير في تبليغ أحكام الدين ونشر السنن بين نساء المؤمنين ولاسيما ما كان من عائشة رضي الله عنها التي كانت على مقدار عظيم من الذكاء والفهم، فقد كانت تسأله صلى الله عليه وسلم وتناقشه في بعض المسائل التي قد تخفى عليها وتستوضح عن كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
فعن ابن أبي مُلَيْكة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من حوسب عذب، قالت عائشة أو ليس يقول الله تعالى:{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً}[الانشقاق:٨] ، قالت فقال: إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك"(١) .
ولعل من الحكم التي لأجلها أباح الله للرسول صلى الله عليه وسلم الزواج بأكثر من أربع قيام هؤلاء الزوجات بالتبليغ عنه صلى الله عليه وسلم وبخاصة في الأمور التي لا توجد منه صلى الله عليه وسلم بين أصحابه أو يستحيي من فعلها بينهم ولا يمكن الاطلاع عليها لأحد غير أمهات المؤمنين رضي الله عنهن لذلك نجد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده إذا اختلفوا في شيء من الأحكام
(١) أخرجه البخاري ١/١٩٦، كتاب العلم، باب من سمع شيئاً فراجع حتى يعرفه، ح ١٠٣ وأخرجه مسلم ٤/٢٢٠٤، كتاب الجند، باب إثبات الحساب، ح ٧٩ (٢٨٧٦) .