ولنتحدث قليلاً عن هذه الأخيرة وهي العوامل المضادة للأكسدة، إذ تعدُّ نظرية المواد المؤكسدة التي تحمل ذرات أكسجين نشطة من المؤثرات المهمة في حدوث كثير من الأمراض في الجسم. وقد برزت هذه النظرية منذ مايقرب من خمسين عاماً عندما نظر العلماء في أسباب الشيخوخة، وكانت هذه النظرية من أبرز النظريات بل أكثرها قبولاً حتى الآن لتعليل وتفسير حدوث الشيخوخة في الأعضاء والأجهزة بل في الجسم كله. وتعتمد هذه النظرية التي أصبحت شبه حقيقية في الوقت الحاضر على أن هذه المواد المؤكسدة التي تحمل ذرة الأكسجين النشطة تؤدي إلى إحداث خلل في الخلايا ومن ثم الأعضاء والأجهزة في الجسم وعندها تختل وظائفها وتتغير طبيعتها وتقصر عن أداء مهامها.
وتستخدم هذه النظرية لتفسير حدوث عدد من الأمراض في الجسم، ومن أهمها أمراض السرطان والتدمير والتسمم الذي يصيب الكبد والكلى بسبب بعض العقاقير والمواد الكيميائية، وكذلك بعض الالتهابات المزمنة وغيرها من الأمراض. وإن مفعول الحبة السوداء الذي ذكرناه سابقاً في مقاومة عدد من الأمراض والأضرار والالتهابات يعلله عدد كبير من الباحثين بتحفيزها وزيادتها لقدرة الجسم على مقاومة ومضادة المواد المؤكسدة وكذلك بقدرة الحبة السوداء نفسها على إبطال مفعول هذه المواد.
وقد أثبتت البحوث مدى مقاومة المواد المؤكسدة للحبة السوداء بما لا يدع مجالاً للشك، بل إن لبعض المركبات والمواد التي تحويها الحبة السوداء هذه الخاصية المعروفة عنها والتي تعود إلى طبيعة تركيبها الكيميائي.