للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(التحقيق) (١) : يندب الذكر والدعاء عقيب كل صلاة ويسر به، فإذا كان إماما يريد أن يعلمهم جهر، فإذا تعلموا أسر. انتهى.

٤- وأما ما يتعلق بمذهب الحنابلة، فقد قال ابن قدامة في (المغني) (٢) : "ويستحب ذكر الله تعالى والدعاء عقيب صلاته، ويستحب من ذلك ما ورد به الأثر، وذكر جملة من الأحاديث، فيها شيء من الأذكار التي كان صلى الله عليه وسلم يقولها في دبر كل صلاة مكتوبة. وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- (٣) عن الدعاء بعد الصلاة، فذكر بعض ما نقل عنه صلى الله عليه وسلم من الأذكار بعد المكتوبة، ثم قال: وأما دعاء الإمام والمأمومين جميعا عقيب الصلاة فلم ينقل هذا أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى.

قلت: وفيما يختص بدعاء الإنسان منفردا من غير جماعة فإنه إذا كان إماما أو مأموما أو منفردا فليس ثم مانع يمنعه من الدعاء إذا بدأ بالأذكار المسنونة والتسابيح المشروعة في أعقاب الصلوات، وقد دل على ذلك كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح –رضي الله عنهم-. أما الدليل من الكتاب العزيز، فقول الله تعالى {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح٧-٨] .

وقد ورد في الكلام على هاتين الآيتين، في إحدى الروايتين: فإذا


١ - كتاب التحقيق للنووي (٢١٩) . كما في كتاب مسك الختام (١٣٧- ١٤١) .
٢ - المغني لابن قدامة (٢/ ٢٥١) .
٣- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٢٢/٥١٥) .

<<  <   >  >>