[الرسالة الثامنة والعشرون: رسالته إلى أهل الرياض ومنفوحة]
...
- ٦- الرسالة الثامنة والعشرون: ومنها رسالة أرسلها إلى أهل الرياض ومنفوحة، وهو إذ ذاك مقيم في بلد العيينة، وكتب إلى عبد الله بن عيسى قاضي الدرعية يسجل تحتها بما رآه من الكلام، ليكون ذلك سبباً لقولها، وهذا نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب، إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فقد قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} ١، وذلك أن الله أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم ليبين للناس الحق من الباطل؛ فبين صلى الله عليه وسلم للناس جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم بياناً تاماً، وما مات صلى الله عليه وسلم حتى ترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها. فإذا عرفت ذلك، فهؤلاء الشياطين من مردة الإنس، يحاجون في الله من بعد ما استجيب له، إذا رأوا من يعلم الناس ما أمرهم به محمد صلى الله عليه وسلم من شهادة أن لا إله إلا الله، وما نهاهم عنه، مثل الاعتقاد في المخلوقين الصالحين وغيرهم، قاموا يجادلون ويلبسون على الناس، ويقولون: كيف تكفّرون المسلمين؟ كيف تسبون الأموات؟ آل فلان أهل ضيف، آل فلان أهل كذا وكذا؛ ومرادهم بهذا: لئلا يتبين معنى "لا إله إلا الله"، ويتبين أن الاعتقاد في الصالحين النفع والضر ودعاءهم كفر ينقل عن الملة؛ فيقولون الناس لهم: إنكم قبل ذلك جهال لأي شيء لم تأمرونا بهذا.