[الرسالة التاسعة والأربعون: رسالتة إلى عبد الله بن عيسى وأبنه عبد الوهاب]
...
-١٣- الرسالة التاسعة والأربعون.: ومنها رسالة أرسلها أيضاً إلى عبد الله بن عيسى وابنه عبد الوهاب، قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب، إلى عبد الله بن عيسى وعبد الوهاب، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فقد ذكر لي أنكم زعلانين علي في هذه الأيام بعض الزعل، ولا يخفاكم أني زعلان زعلاً كبيراً، وناقد عليكم نقوداً أكبر من الزعل، ولكن وابطناه! واظهراه! ومعي في هذه الأيام بعض تنغص المعيشة والكدر، مما يبلغني عنكم. والله سبحانه إذا أراد أمراً فلا راد له، وإلا ما خطر على البال أنكم ترضون لأنفسكم بهذا. ثم من العجب كفكم عن نفع المسلمين في المسائل الصحيحة، وتقولون: لا يتعين علينا الفتيا، ثم تبالغون في مثل هذه الأمور، مثل التذكير الذي صرحت الأدلة والإجماع وكلام الإقناع بإنكاره، ولا ودي أنكم بعد ما أنزلكم الله هذه المنْزلة، وأنعم عليكم بما تعلمون وما لا تعلمون، وجعلكم من أكبر أسباب قبول الناس لدين ربكم وسنة نبيكم، وجهادكم في ذلك وصبركم على مخالفة دين الآباء، أنكم ترتدون على أعقابكم.
وسبب هذا، أنه ذكر لي عنكم: أنكم ظننتم أني أعنيكم ببعض الكلام الذي أجبت به من اعتقد حل الرشوة، وأنه مزعلكم. فيا سبحان الله! كيف أعنيكم به، وأنا كاتب لكم تسجلون عليه، وتكونون معي أنصاراً لدين الله؟ وقيل لي: إنكم ناقدون علي بعض الغلظة فيه على ملفاه، والأمر أغلظ مما ذكرنا، ولولا أن الناس