اتخاذه في البداية ضروريًا لعدة أسباب، منها ما يتوقعه المرء من أن المعارضة في بداية الأمر لم تكن عنيفة جدا؛ لأن الدعوة آنذاك لم تكن قد حققت من النجاح ما يشعر معارضيها بالخطر، ويدفعهم بالتالي إلى انتهاج أسلوب قوي ضدها. وإذا سلم بذلك فإنه كان من المتوقع أيضًا أن يكون موقف صاحب الدعوة تجاههم غير شديد. ومنها أن الشيخ كان يأمل في اجتذاب بعض المعارضين إلى جانبه. والأسلوب اللين من عوامل كسب الآخرين. ومنها أن الشيخ كان يحس بغرابة بعض ما كان يدعو إليه لدى مجتمعه. ومن هنا كان لابد من انتهاج أسلوب اللين - مرحليًا على الأقل - لئلا يكون رد الفعل في غير صالح الدعوة.
يقول الشيخ في إحدى رسائله:"لولا أن الناس إلى الآن ما عرفوا دين الرسول، وأنهم يستنكرون الأمر الذي لم يألفوه لكان شأن آخر، بل والله الذي لا إله إلا هو لو يعرف الناس الأمر على وجهه لأفتيت بحل دم ابن سحيم وأمثاله ووجوب قتلهم"١.
ومن المعروف بطبيعة الحال أن زعماء الدعوة حين رأوا الظروف مناسبة اتخذوا أهم أسلوب من أساليب نشرها، وهو الجهاد.
[المعارضة النجدية:]
واضح من رسائل الشيخ أن دعوته لقيت معارضة شديدة من قبل بعض علماء نجد. فالمتتبع لها يلاحظ أن أكثر من عشرين عالمًا أو طالب علم وقفوا ضدها في وقت من الأوقات. ويأتي في مقدمة هؤلاء المعارضين عبد الله المويس من حرمة، وسليمان بن سحيم من الرياض.
ويستفاد من هذه الرسائل أن معارضي الشيخ من النجديين كانوا مختلفي المواقف.