للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:
مسار الصفحة الحالية:

وكان الشيخ يعترف بحق آل البيت الذين ينتسب إليهم أشراف مكة ويقول: إن الله شرفهم على أهل الأرض١.

بل إنه لام بعض أنصاره الذين انتقدوا أحد الأشراف لسماحه بتقبيل يده ولبسه عمامة خضراء، مشيرًا إلى أن لبسهم الأخضر حدث قديمًا تمييزًا لهم لئلا يظلموا أو يقصر في حقهم من لا يعرفهم.

لكن موقفه هذا لم يمنعه من مهاجمة ما كان سائدًا في منطقة تحت حكم الأشراف ; بل إن رسائله لا تلقي الضوء على ما كان سائدًا فيها مما له صلة بالعقيدة فحسب، وإنما تشير إلى نوع من الانحطاط الخلقي الغريب. فيقول في رسالته إلى البكيلي عن الوضع في مكة:

"حتى آل الأمر بالهتيميات المعروفات بالزنا والمصريات يأتون وفودا يوم الحج الأكبر، كل من الأشراف معروفة بغيته منهن جهاراً".

وواضح ما في هذه العبارة من تعميم دفع إليه - فيما يبدو - شعور عميق بظلم موجه ضد من كتبه. لكن وجود هذا الانحطاط الخلقي عند البعض على الأقل أمر ملفت للنظر.

[أيها السادة:]

إن ما ورد في هذا البحث جزء مما تحتوى عليه الرسائل الشخصية للشيخ محمد وهو - كما لاحظتم - لم يتعرض لبعض أصول الدعوة المعروفة، ولم يورد ما في هذه الرسائل من مناقشة حولها. ولا شك أن من له عناية بمثل هذه الأمور سيجد في الرسائل الشيء الكثير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.،،،


١ روضة ٢/٨١.

<<  <