للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: ٢١٧] ، ومصرح بأن هذه الضجة التي افتعلها المشركون لا مساغ لها، فإن الحرمات المقدسة قد انتهكت كلها في محاربة الإسلام واضطهاد أهله، ألم يكن المسلمون مقيمين بالبلد الحرام، حين تقرر سَلْبُ أموالهم وقتل نبيهم؟ فما الذي أعاد لهذه الحرمات قداستها فجأة، فأصبح انتهاكها معرة وشناعة؟

*وأخيرا في يناير من عام ٦٢٤م أرسلت مجموعة صغيرة من الرجال شرقاً بأوامر صارمة تخبرهم بالاتجاه إلى نخلة بالقرب من مكة ومهاجمة القافلة القادمة من اليمن. وقاموا بهذه المهمة بنجاح وبفعلهم هذا نقضوا الأعراف العربية عن الحرمة، ومن ثم نبهوا المكيين على خطورة تهديد محمد (١) .

هـ- يرى وات أن بحث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أساس اقتصادي متين لدولته كان من بين الأسباب التي أدت إلى تطلعه للغزو الخارجي، وفي نظر وات لا تمثل غزوة تبوك (٩ هـ) مجرد ختام لغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم بل هي بالأحرى مقدمة حقيقية لحروب التوسع التي بدأت بعدها بقليل، فقد كانت الغزوة أضخم غزوات الرسول على الإطلاق (٢) .


(١) At last, in January, a small band of men was sent eastward with sealed orders telling them to proceed to Nakhlah, near Mecca, and attack a caravan from Yemen. This they did successfully, and in doing so they violated pagan ideas of sanctity—thereby making the Meccans aware of the seriousness of the threat from Muhammad.
(٢) مونتقمري وات، Muhammad: Prophet and Statesman، ص ٢١٨-٢١٩.

<<  <   >  >>