للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

...

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والرد عليها

للأستاذ / عبد الكريم الخطيب

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين، سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، والتابعين، ومن تأسى بسيرته، واهتدى بهديه، ودعا بدعوته إلى يوم الدين. أما بعد:

فإن الجهاد في سبيل الله والذياد عن شريعته، والغيرة على حرماته، أمانة في عنق كل من آمن بالله، ودخل في جماعة المؤمنين، فأبصر مكانه بينهم، وعرف وظيفته فيهم، وعد نفسه عضواً في الجسد العام الجامع لهم، يسعد لسعادتهم ويشقى لشقائهم، كما يقول الرسول الكريم، صلوات الله وسلامه عليه: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ١ رواه مسلم عن النعمان بن بشير. وفي رواية: " المؤمنون كرجل واحد، إن اشتكى رأسه، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " ٢.هكذا يفعل الإيمان الحق في نفوس المؤمنين بالله، حيث تفيض مشاعر المؤمن بالولاء للمؤمنين من كل جنس ولون، مهما تباعدت الديار، واختلفت الأجناس والألوان، وذلك بهذا النسب الجامع بينه وبين المؤمنين جميعا، أحياء وأمواتا. والله تعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}


١ البخاري: الأدب ٦٠١١ , ومسلم: البر والصلة والآداب ٢٥٨٦ , وأحمد ٤/٢٦٨ ,٤/٢٧٠ ,٤/٢٧٦ ,٤/٢٧٨ ,٤/٣٧٥.
٢ البخاري: الأدب ٦٠١١ , ومسلم: البر والصلة والآداب ٢٥٨٦ , وأحمد ٤/٢٦٨ ,٤/٢٧٠ ,٤/٢٧١ ,٤/٢٧٤ ,٤/٢٧٦ ,٤/٢٧٨ ,٤/٣٧٥.

 >  >>