لا نتحدث في هذا المقام عن موقف السلطان التركي من دعوة التوحيد التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وناصره عليها آل سعود، ومن استجاب لها. كما لا نتحدث عن الموقف العدائي الذي اتخذه من هذه الدعوة الأمراء والحكام والرؤساء وزعماء القبائل والعشائر وغيرهم. فهؤلاء وأولئك جميعا كانوا يدافعون عن دنياهم وما يحوزون من متاعها، ويخشون أن تمتد آثار الدعوة إلى ما تحت أيديهم من هذه الدنيا، في حين أنهم في شغل بدنياهم عن دينهم، الذي يتولاه عنهم أصحاب المناصب من علماء الدين!! وإذن فالذي يعنينا هنا هو موقف علماء الدين من دعوة التوحيد التي وقف في وجهها هؤلاء العلماء الذين خانوا أمانة العلم، وقالوا غير الحق، وكانوا فيمن قال الله تعالى فيهم:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} ١.فلقد انبرى هؤلاء الذين كان يرجى منهم إصلاح ما فسد من أمر الناس في دينهم، وأن يقيموا الناس على صراط الله المستقيم، ودينه القويم -انبرى هؤلاء المتجرون بالدين لإغراق الناس في الضلال، وإغرائهم بما هم فيه، وأنه هو الحق فكان أن انقاد