للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وابتغاء لمثوبته ورضوانه، بالنصح للمسلمين، وردهم من متاهات الطرق التي شردوا فيها عن دين الله، حتى ضعف شأنهم ووقعوا فريسة ليد أعداء الله وأعداء دين الله وأعداء المؤمنين بالله. فحق الشيخ محمد بن عبد الوهاب معقود في عنق كل مسلم حريص على الخير لنفسه وللمسلمين، أن يدرس سيرة هذا البطل المجاهد، وأن يتعرف إلى أسلوب دعوته، ومضامينها، وأن يشهد صورا من جهاده وبلائه وصبره، وأن يرى كيد الشيطان وأولياء الشيطان لدعوة الحق، وللداعين بها، ثم ليعرف آخر الأمر أن النصر للحق وأن العاقبة للمتقين، ثم ليكون هذا أسوة للمتأسين وطريقا للمجاهدين: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} ١. وإذا كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العصر الذي سبق عصرنا هذا - فإننا إذ نخصه بهذا الاحتفاء، فما ذلك إلا لأنه لم يجئ من بعده من يرتفع إلى منزلته أو يقف إلى جواره وإن كان هناك كثير من المصلحين قد جاءوا من بعد إلا إنهم كانوا تلاميذ له، أو متأثرين بدعوته، سائرين على مواقع أقدامه، دون أن يلحقوا به! وبحثنا هذا الذي نديره حول سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب إنما يتناول جانبا واحدا من جوانب سيرته الرحبة العظيمة، وجهاده المتسع الميادين، وذلك الجانب هو: "الشبهات التي أثيرت حول دعوته". تلك الشبهات التي قامت بواعثها على مدعيات باطلة ومنازع فاسدة؛ لأسباب سياسية أو لدوافع شخصية، من علماء الدنيا، المتجرين بالدين، أو عن جهل غلب عليه الحمق والحسد الأعمى دون نظر أو تثبت.. إلى كثير من بواعث الهوى، التي فضحها الإمام في حياته برسائله وكتبه ثم فضحتها الأيام بعد


١ سورة الممتحنة آية: ٦.

<<  <   >  >>