قلب صحراء شبه الجزيرة، مهد الإسلام، فيوقظ المسلمين، ويدعوهم إلى الإصلاح والرجوع إلى سواء السبيل والصراط المستقيم، فكان الصارخ وهو المصلح المشهور محمد ابن عبد الوهاب الذي أشعل نار الوهابية فاشتعلت واتقدت، واندلعت ألسنتها إلى كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي، وأخذ يحض المسلمين على إصلاح النفوس واستعادة المجد الإسلامي القديم والعز التليد. "فبدت تباشير صبح الإصلاح، ثم بدت اليقظة الكبرى في العالم الإسلامي".وإذا كان هذا العالم المستشرق قد شبه الدعوة الوهابية بالنار المشتعلة فإنها كانت حقا نارا مشتعلة أحرقت أدعياء العلم، والمتجرين بالدين في سوق الجهل وبين الجهال، فإنها كانت كذلك نورا استضاءت به البصائر، واستنارت منه العقول، واهتدى بها المؤمنون إلى دين الله، المبرأ من ضلالات الشرك والإلحاد، والله تعالى يقول:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} ١.فكما أنزل الله الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، أنزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، فمن لم يهتد بالكتاب، كان الحديد في أيدي المؤمنين له بالمرصاد.
- ٨ -
"فبدأت تباشير صبح الإصلاح، ثم بدأت اليقظة الكبرى في العالم الإسلامي" هذا ما يقرره العالم المستشرق "لوثروب" في كتابه الحاضر الإسلامي، عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وآثارها المباركة في العالم الإسلامي.