للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

-٧-

وفي سبيل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، كان البذل والتضحية. والاستشهاد في سبيل الله، من أولئك المؤمنين الذين كان لهم من وثاقة إيمانهم بالله، وغيرتهم على دين الله، ما دفع بهم إلى أخذ هذا الموقف واحتمال ما يصادفهم على طريقه، من شدائد وأهوال. وفي سجل المجاهدين في سبيل الله، والداعين إلى الله، وإلى شريعة الله، نرى صفحات خالدة مشرقة لأبطال الإسلام في كل جيل، وفي كل موطن من مواطن الإسلام، وفي كل موقع من مواقع الحق، صفحات تنطق بأبلغ بيان، وتدلي بأصدق شهادة، بأنهم قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فما ضعفوا وما استكانوا في أي موقف يدعوهم الحق إلى نصرته، وإلى الجهاد والتضحية في سبيله، وبهذا ظلت وستظل -إن شاء الله- هذه الأمة على هذا الوصف الذي وصفها الحق سبحانه وتعالى به في قوله جل شأنه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} ١.

-٨-

وأما ونحن مع سيرة بطل من أولئك الأبطال المجاهدين، الذين ضمهم التاريخ في سجل الخالدين في الناس بما خلفوا وراءهم من صدق الجهاد وعظيم التضحيات، ونعني بهذا البطل العظيم، والمجاهد المصلح الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -وأنه بحسبنا من سيرته، أن نذكر صفحات من جهاده وصبره على المكاره في هذا الجهاد، وما لقي من مفتريات المفترين، ومضلات الضالين وبخاصة علماء السوء، الذين يتجرون بالدين، تلك التجارة الخاسرة في الدنيا والآخرة: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ


١ سورة آل عمران آية: ١١٠.

<<  <   >  >>