للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في سياق التمدح: والله ما تغنَّيت ولا تمنَّيت (١). فاحذر كل الحذر من تحكيم الخيال، والتورُّط في لجج الآمال، واعتبر قول من قال: فِكرُك فيما مضى، وفِكرُك فيما يأتي شغل عما يلزمك في الوقت.

وهذه كلمة جامعة، فانقش معناها في قلبك يفتح لك الباب (إن شاء الله) في تحقيق عبودية ربك (٢)، واحذر من دقائق الشرك فإنه السُّمُ القاتل، ومن المعلوم أن التوحيد أعظم المقامات والشرك -بلا شك- أعظم المهلكات.

وهذا كلام مجمل تفني دون تحقيقه الأعمار، وقد عجز عن تسنُّم ذِروة كماله الصغار ومعظم الكبار.

فالتوحيد لبّ القرآن، ونظام الشريعة، وسر الملة


(١) تتمته: ولا شربت خمر في جاهلية ولا إسلام. التمني هنا: التكذب أي اختراع الكذب، من مني يمني إذا قدَّر -لأن الكاذب يقدر الحديث في نفسه ثم يقوله .. ويقال للأحاديث التي تتمنى .. الأماني (النهاية).
(٢) مقصود: عبوديتك لربك، فالإضافة هنا على تقدير اللام، وهي من إضافة المصدر إلى مفعوله.

<<  <   >  >>