للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الحنيفية، وخلاصة الدعوة المحمدية. قال الخليل الأول إبراهيم عليه السلام لما وضع في كفة المنجنيق: حسبي الله ونِعْمَ الوكيل (١). ولما ضجَّت الملائكة عليهم الصلاة والسلام وقالوا: ربنا خليك يُلقى في النار، ليس لك خليل غيره، وأتاه جبريل -عليه السلام- وناداه: يا إبراهيم، ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا (٢). فجرًّد التوحيد وحقق التفريد، ولما فعل ذلك وأفرد الواحد، تولاه الواحد سبحانه، وجعل النار عليه بردًا وسلامًا.

وقد عُلِم أن الخلق والاختراع لا يقدر عليه غير الله


(١) روى البخاري (٦/ ٤٨) عن ابن عباس أنه قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل}. وروى ذلك النسائي والحاكم وابن جرير في التفسير (تفسير ابن كثير، آل عمران/ ١٧٣).
(٢) ذكر ذلك ابن الأثير في الكامل ١/ ٥٦ ولم يورده الطبري ولا ابن كثير في البداية (١/ ١٤٦) مع إشارته إلى تفصيل خبر إلقائه عليه السلام في النار وما دار عندئذ.

<<  <   >  >>