للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يبتغون إلى ربهم الوسيلة، ويرجون، ويخافون، وبيّن سبحانه أنهم مع ذلك لا يملكون الإجابة لئلا يتوهم المشركون ومن فيهم من أرقائهم (١) أو رقائقهم أن النهي يقتصر على الأصنام وغيرها من الأوثان، وأن الصالحين يجوز دعاؤهم بظهر الغيب والاستعانة بهم والاتكال عليهم، فإن هذه الأمور من خصائص الربوبية، وقد نهى الله ورسوله عن الشرك ومتعلقاته في مواضع لا تحصى، بل هذا التجريد التوحيد هو قطب دين الإسلام، فاثبت فيه بلا تردد تسعدْ وترشد إن شاء الله تعالى.

وسأذكر لك كلامًا يقرب الأذهان من فهم هذا الشأن:

اعلم -أيدك الله وإيانا- أن المؤمن إذا قام في جوف الليل، حيث هدأت الأصوات ونامت العيون، إلى مناجاة الله ودعائه، فإنه يعتقد أن مولاه سبحانه يسمع السر والنجوى، ويعلم السر وأخفى، وأنه مدبر له، قادر على جميع مراداته، وهو كذلك تبارك وتعالى. وإذا قام في ليلة


(١) في الأصل «فيه من دقائقهم».

<<  <   >  >>