للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخرى وقال (مثلا) كما يفعل كثير من الناس: يا سيدي الشيخ، أنا في جنبك، أنا في جوارك، شيء لله، أطلب لي من ربك كذا وكذا، ونحو هذا الكلام الذي جرت به عوائد معظم الناس في هذه الأزمنة المتأخرة، فلولا أنه يعتقد أن الشيخ يسمع ويعلم ويقدر، وأن سِرَّه يطلع على ما هو فيه ولو كانت المسافة المحسوسة بينهما بعيدة، وأن هذا أمر مطلوب له عند النفوس ثمرة نافعة، لولا جزمه بذلك ومثله لكان الخطاب منه على وجه العبث الذي لا يستحسنه عاقل، أو التلاعب في العبادة الذي لا يجوز بحال.

وإذا اعتقد في الشيخ ونحوه أنه يظهر الغيب، [و] يسمع ويعلم، ويقدر ويدبر، فما الذي ترك لربه سبحانه في هذا الباب من خصائص ربوبيته وحقائق إلاهيته؟! لقد ضل من اعتقد هذا وخسر حيث جعل عظمة الوحدانية لآحاد البشر. وأكثر النفوس في مثل هذه الأزمنة لا تتفطن لهذه المصيبة العظيمة، وقد قهرها الغلوّ والعوائد الفاسدة، فإلى الله الشكوى، وهو المستعان، وعليه التكلان، ولا

<<  <   >  >>