من الْمنَازل على عدَّة الحمامات بِمَدِينَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَنْصُور صلوَات الله عَلَيْهِ وَهُوَ لكل حمام أَربع مائَة منزل واستظهارا بِأخذ النّصْف من ذَاك فَاجْتمع من عدد الْمنَازل على هَذِه الْفَرِيضَة اثْنَا عشر ألف ألف منزل ثمَّ وجدنَا قد يجْتَمع فِي الْمنزل الْوَاحِد عشرُون نفسا وَفِي غَيره نفسان اَوْ ثَلَاثَة وَمَا هُوَ أقل من ذَلِك وَأكْثر فاحتجنا إِلَى ان نفرض عددا متوسطا يعتدل بِهِ الْأَمر وَيَزُول مَعَه الشَّك فنقصنا من الْعشْرين نصفهَا وزدنا على الثَّلَاثَة ضعفها وجمعنا مَا بَقينَا وزدنا فَكَانَ سِتَّة عشر وأخذنا النّصْف فَكَانَ ثَمَانِيَة نفر بَين رجال وَنسَاء وأكابر وأصاغر فَاجْتمع لنا من عدد من تضمه هَذِه الْمنَازل سِتَّة وَتسْعُونَ ألف ألف انسان.
ثمَّ ركب مُصَنف هَذَا الْكتاب من هَذِه الْقَاعِدَة قِيَاسا، فِيمَا يُريدهُ هَذَا الْعدَد من النَّاس من أَصْنَاف الْمَأْكُول والمستعمل واللباس وَحكى فِي عرض مَا أوردهُ ان عبيد الله الطاهري حَدثهُ ان إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم المصعبي اخبره انه رفع إِلَيْهِ ان قدر ثمن مَا يبع من الباقلي الْمَطْبُوخ فِي كل يَوْم فِي أحد جَانِبي بَغْدَاد سِتُّونَ ألف دِينَار وَحقّ ذَاك ان يكون فِي الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا مائَة وَعشْرين ألف دِينَار إِلَى غير هَذَا مِمَّا أوردهُ وفصله واستقصى القَوْل فِيهِ ولخصة وانما أوردنا هَذِه الْجُمْلَة من أَمر بَغْدَاد مَعَ خُرُوجهَا عَن الْغَرَض الَّذِي قصدناه لِئَلَّا يستكثر فِي دَار الْخلَافَة مَا ذَكرْنَاهُ وحَدثني إِبْرَاهِيم بن هِلَال جدي ان الحمامات أحصيت فِي أَيَّام معز الدولة فَكَانَت سَبْعَة عشر ألف حمام وَأَنَّهُمْ عجبوا من انتهائها إِلَى هَذِه الْعدة مَعَ كَونهَا فِي أَيَّام المقتدر بِاللَّه صلوَات الله عَلَيْهِ سَبْعَة وَعشْرين ألف حمام وَلَقَد عدت فِي أَيَّام عضد الدولة فَكَانَت خَمْسَة آلَاف وكسرا وَفِي أَيَّام بهاء الدولة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وثلثمائة فَكَانَت ألفا وَخمْس مائَة حمام ونيفا وَهِي الْآن مائَة ونيف وَخَمْسُونَ حَماما وَلَقَد كنت أعجب من الحكايات الْمُخْتَلفَة فِي ذَلِك وَمَا كَانَ يُقَال قَدِيما فِيهِ حَتَّى قَامَ عِنْدِي برهَان مِنْهُ وَهُوَ أَنه قد اتخذ بِبَاب