أبدا فِي زِيَادَة من المَال وَالدُّنْيَا. قَالَ: فكم كَانَ مَال أبي يُرِيد الْمَنْصُور صلوَات الله عَلَيْهِ قلت مَالك أَكثر مِنْهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم.
وَحدث عَليّ بن عِيسَى وَعلي المستولين وَأَصْحَاب الإطراف المتغلبين فَإِن الناظرين فِي أَيَّام الراضي بِاللَّه رضوَان الله عَلَيْهِ اجْتَمعُوا على ان قدرُوا وقرروا النَّفَقَة فِي كل يَوْم على الْحَذف والاقتصار وَالتَّخْفِيف والاقتصاد: ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وأفردوا لَهُ من السوَاد وواسط وَالْبَصْرَة ومصر وَالشَّام من عُيُون الضّيَاع مَجْمُوع ذَاك لسنة فَكَانَت تغل أَكثر مِنْهُ. وَبَقِي الْأَمر على هَذَا التَّرْتِيب إِلَى أَيَّام الْمُطِيع صلوَات الله عَلَيْهِ حَتَّى انْتَشَر النظام وَوَقع التغلب على مصر وَالشَّام وَخرجت الْيَد عَن أَكثر ذَاك وعَلى هَذِه الْحَال فَحَدثني عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن حَاجِب النُّعْمَان ان قدر مَا كَانَ يرْتَفع للمطيع رحمت الله عَلَيْهِ ثلثمِائة ألف دِينَار وللطائع قريب من ذَاك.