للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِي جلاب يُغير بِهِ المَاء فَوضع بَين يَدَيْهِ وَدخل إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم المصعبي وَجَاء وصيف فَاسْتَأْذن لجَماعَة من الْقُضَاة لأمر احْتِيجَ إِلَى حضورهم فِيهِ فَأذن المعتصم فِي دُخُولهمْ فَقَالَ لَهُ إِسْحَاق: لَا تَأذن لَهُم ثمَّ قَالَ لمارد الْخَادِم: أرفع هَذَا الشَّرَاب من بَين يَدي أَمِير الْمُؤمنِينَ فرفعه وَقَالَ لايتاخ: ايذن لَهُم الْآن فَدخل الْقَوْم ثمَّ خَرجُوا وَقَالَ إِسْحَاق لَا يتاخ ارْدُدْ شراب أَمِير الْمُؤمنِينَ فَرده وَأنكر المعتصم فعله وَقَالَ لَهُ: مَا حملك على خلافي وَإِنَّمَا هُوَ جلاب أردْت تَغْيِير المَاء بِهِ فَقَالَ: مَا أردْت خِلافك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَكِنَّك الإِمَام الَّذِي يُقيم الْحُدُود ويغير الْمُنكر وَشَهَادَة هَؤُلَاءِ الْقُضَاة تضرب الْأَعْنَاق وبمشورتهم تعقد الْأُمُور وَلَو رَأَوْا الشَّرَاب بَين يَديك لم يقدم أحد على ان يَسْأَلك عَنهُ أَو يستشتك فِيهِ ولقال وَاحِد: جلاب وَقَالَ آخر: خمر فعدو يُحَقّق الظنة وَولي يدْفع ذَلِك وَقد قيل: ادْفَعْ مَا يريب إِلَى مَا لَا يريب قَالَ: أصبت يَا أَبَا الْحسن ووفقت

وَكَانَ مُحَمَّد بن عمر بن يحيى الْعلوِي حضر دَار الْمُطِيع رحمت الله عَلَيْهِ فِي أَيَّام شرف الدولة وَمَعَهُ نحرير الْخَادِم وَمُحَمّد بن الْحسن بن صالحان الْوَزير إِذْ ذَاك وَابْن الْخياط صَاحب

<<  <   >  >>