للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نازوك جَالِسا فِي حجرَة الْحجاب ينتظرني فَلَمَّا رَآنِي نَهَضَ عَن كرسيه وتلقاني وَقبل بَين عَيْني وَقَالَ لي: قد ملكت رقي وَمَا أوليتك مَا يَدْعُو إِلَى مَا فعلته من جميل النِّيَابَة عني وَعقد الْمِنَّة الجليلة عَليّ فانني مَا أملت قطّ ان أسمع من الْوَزير بعض مَا سمعته الْيَوْم وسألني ان أَصْحَبهُ إِلَى دَاره فأعلمته عادتي فِي حُضُور طَعَام الْوَزير وأنني انكفىء مِنْهُ إِلَيْهِ وَركبت وعدت وَجَلَست مَعَ الْوَزير على الْمَائِدَة وجددت إِجْرَاء ذكره فجدد اطراءه فوصفه وَخرجت فَإِذا رسل نازوك على الْبَاب يراعونني وينتظرونني وصرت مَعَهم إِلَيْهِ فتلقاني واستأنفت الْأكل عِنْده وانتقلت إِلَى مجْلِس للأنس فَلَمَّا عزمت على الإنصراف حمل معي مَا قدره ألف دِينَار من كل شَيْء.

وَلَقَد ورد رَسُول لصَاحب الرّوم فِي أَيَّام المقتدر بِاللَّه صلوَات الله عَلَيْهِ ففرشت الدَّار بالفروش الجميلة وزينت بالآلات الجليلة ورتب الْحجاب وخلفاؤهم والحواشي على طبقاتهم على أَبْوَابهَا وَفِي دهاليزها وممراتها ومخترقاتها وصحونها ومجالسها ووقف الْجند على اخْتِلَاف أجيالهم صفّين بالثياب الْحَسَنَة وتحتهم الدَّوَابّ بالمراكب الذَّهَب وَالْفِضَّة وَبَين أَيْديهم الجنائب على مثل هَذِه

<<  <   >  >>