للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهكذا يُنظر إلى مقابلته الشَّمسَ واستمداده من نورها، وإلى كون ذلك سببَ زيادته ونقصه وامتلائه من النور والائتلاق، وحصولهِ في المُِحَاق، وتفاوُتِ حاله في ذلك، فتُصاغ منه أمثَالٌ، وتُبَيَّن أشباهٌ ومقاييس، فمن لطيف ذلك قول ابن نباتة:

قد سَمِعْنا بالعِزِّ من آلِ ساسا ... نَ ويُونانَ في العُصور الخوالِي

والملوكِ الأُلَى إذا ضاع ذِكْرٌ ... وُجِدُوا في سوائر الأمثالِ

مَكْرُماتٌ إذا البليغُ تعاطَى ... وَصْفَها لم يجدْهُ في الأقوال

وإذا نحن لم نُضِفْه إلى مد ... حِكَ كانت نهايةً في الكمال

إن جمعنَاهُمَا أضرَّ بها الجم ... عُ وضاعت فيه ضَياعَ المُحال

فهو كالشمس بُعْدُها يملأ البَدْ ... ر وفي قُرْبها ُمحاقُ الهلالِ

وغير ذلك من أحواله كنحو ما خرج من الشَّبَه من بُعده وارتفاعه، وقُرب ضَوئِه وشُعاعه، في نحو ما مضى من قول البحتري: " دانٍ على أيدي العفاة " البيتين. ومن ظهوره بكل مكان، ورؤيته في كل موضع، كقوله:

كالبدرِ من حيثُ التَفَتَّ رَأَيتَه ... يُهدَي إلى عينيك نوراً ثاقبَا

<<  <   >  >>