حدثنا أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي عن المفضل بن محمد الضبي، قال: حدثني رجل من بكر من وائل ممن أدرك الجاهلية، قال: تزوج الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة امرأه من بني عمه، فأتته بولد أشقر فأكنره، وخرج مغضباً، فلم يأتها أياماً. ثم دخل عليها، فقامت إليه كما تقوم المرأة إلى بعلها، فصاح بها وانتهرها، ثم أنشأ يقول:
لا تمشُطي رأسي ولا تفْليني ... واقتربي هلمَّ أخْبريني
ما بالهُ أحمرَ كالهجين ... خالفَ ألوانَ بنيَّ الجُونِ
فغضبت الحرة، واجتذبت يدها من يده ثم قالت:
إن له من قِبلي أجدادا ... بيض الوجوه كرُماً أنجادا
ما ضرهُم يوْمَ لقوا شدادا ... وكسروا في صدره الأعوادا
ألاّ يكونَ لونهم سوادا
قال: فوثب إليها وترضاها حتى رضيت.
قلت أنا: وابن دريد يسند هذا الخبر إلى أبي عبيدة، ويجعل موضع الحارث بن عباد، رجلاً من بني عامر بنت صعصعة، وتقدم.
كتب إلي أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة، قال: قتل زياد بن مقاتل بن مسمع مع ابن الأشعث فقالت حميدة بنت زياد بن مقاتل:
يا عَينُ جودي ولا تذخري ... وابكي رئيسَ بني جحدَرِ
وما تولتْ جنودُ العراقِ ... وأسلم من كانَ في العسْكرِ
حامَى زياد على قوْمِهِ ... وَفرَّ جُدَيُّ بني العنْبرِ
تعني عطية بن عمرو. قلت أنا: قال مؤرج السدوسي وغيره: جحدر هذا هو: ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. وأخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو عثمان الأشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة، قال: كان زياد بن مقاتل بن مسمع قتل أيام ابن