للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[ملازمة الاستغفار من أجل العبادات]

معاشر الأحبة: إن ملازمة الاستغفار من أجل العبادات والقربات إلى المتعال جل جلاله، فمهما جدَّ المؤمنُ فينا واجتهدَ، لا بدَّ أن يُلَّم بذنبٍ صغير أو كبير فالمعاصي تحيطُ بنا، والمغرياتُ تتجاذُبنا، وعواملُ الشرورِ ودواعيهِ عنا يمينةً ويسرةً، إن سلمت من الأعيُن، وقعت الآذانُ، وإن نجتِ الآذانُ أو العينُ، وقعت اليدُ أو وقع اللسانُ، ولا ملاذَ لنا نلوذُ به، ولا حصنَ نلتجئُ إليه ونعتمدُ عليه في تطهيرنَا مما قد نقعُ فيه من الذنوبِ والآثام إلا الاستغفار والتوبة النصوح، فيا من وقعت في شرك المعصية، يامن ضاقت بك أحوال وقلت بيدك بركة الأرزاق، يامن تعاني من ضيق في الصدر .. هلا جربت هذا الدواء الإلهي النبوي الناجع .. ألم نسمع قول رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ (١) " قال حفاظ الحديث لما سمع الصحابي الجليل أبو هريرة_رضي الله عنه_هذا الحديث قال: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة (٢) " فما بالنا نقع بالذنوب والمصائب والبلايا والنكبات وأحدنا ربما يعجز عن الاستغفار اليوم ولو مائة مرة.


(١) صحيح مسلم ٤/ ٢٠٧٥.برقم (٢٧٠٢).
(٢) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ١/ ٣٨٣ لأبي نعيم الأصبهاني

<<  <   >  >>