للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد روي أن ابن مسعود رضي الله عنه نهى امرأته عن مثل هذه الرقى الجاهلية فقالت له: فإني خرجت يوما فأبصرني فلان فدمعت عيني التي تليه أي أصابها بعين حاسدة شريرة فإذا رقيتها سكنت دمعتها وإذا تركتها دمعت فقال ابن مسعود لها: ذلك الشيطان إذا أطعتيه تركك وإذا عصيتيه طعن بأصبعه في عينك ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيرا لك وأجدر أن تشفى: تنضحين في عينك الماء وتقولين: أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.) غاية المرام " ص ١٤٨ " قال الشيخ:

صحيح وهو تمام الحديث الذي قبله عند ابن ماجه ٣٥٣٠.

ثم قال الشيخ رحمه الله في الصحيحة تحت حديث ٢٩٧٢ ولفظه" إن الرقى والتمائم والتولة شرك "

قال رحمه الله: كنت قد خرجته في الصحيحة ٣٣١، مع طريق قيس ابن السكن المتقدمة برواية أبي داود وابن ماجه وابن حبان وأحمد بلفظ حديث الترجمة دون القصة والروايات الأخرى، والآن حدث ما يقتضي تفصيل القول فيه هنا فأقول: مدار هذا الطريق على يحيى بن الجزار عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله عن

زينب امرأة عبد الله عن عبد الله..... وقد اختلفوا عليه في متنه فهو واسع ولكني أقتصر الآن على ما لابد من بيانه فإقول:

هي في الجملة تختلف طولا وقصرا فأطولها رواية أبي معاوية عند أحمد والبغوي واختصر بعضها أبو داود ونحوها في الطول رواية عبد الله بن بشر عند ابن ماجه، وفي الروايتين أن زينب امرأة ابن مسعود رضي الله عنهما كانت تختلف إلى رجل يهودي فيرقيها! وهذا مستنكر جدا عندي أن تذهب صحابية جليلة كزينب هذه إلى اليهودي تطلب منه أن يرقيها!! إنها والله لإحدى الكبر فالحمد لله الذي لم يصح السند بذلك إليها، ونحوها في النكارة ما جاء في آخر رواية ابن بشر أن ابن مسعود رضي الله عنه قال لزينب: لو فعلت كما فعل رسول الله كان خيرا لك وأجدر أن تشفين تنضحين في عينيك الماء وتقولين أذهب البأس رب الناس ... " الخ الدعاء المعروف , فذكر النضح إنما تفرد به عبد الله بن بشر دون أبي معاوية وهذا أوثق منه وأحفظ ولا سيما وهو مختلف فيه ,.....

قلت: فمثله إنما يكون حديثه حسنا فقط إذا لم يخالف أما مع المخالفة فلا فكيف وفوقه ذاك المجهول الذي لم يعرف حتى في اسمه وعليه دارت أكثر طرق الحديث وبعضهم أسقطه سهوا أو عمدا لجهالته، ثم قال الشيخ رحمه الله:

على ضوء هذا البيان والتحقيق والتفصيل أرجو من إخواني الكرام الذين قد يجدون في بعض مؤلفاتي القديمة ما قد يخالف ما هنا أن يعدلوه ويصوبوه على وفق ما هنا كمثل ما في غاية المرام من تصحيح حديث ابن ماجه الذي فيه سبق بيانه من تلكم الزيادتين المنكرتين وشكرا "

انتهى اختصار الكتاب

<<  <   >  >>