للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من المكايد والحيل ما تصل إليه يده فتارة يدرك أمله بذلك وتارة يغفل عنه فيقع فيه فلا ينبغي أن يفعل عن مثل ذلك بل يحرص الشخص من فكره في ذلك بقدر الطاقة. وأما طلب الصلح وإرسال الهدايا والأموال فذلك أيضاً يدلهم على خورنا وعجزنا ويجرئهم علينا، ولكن الرأي عندي أن يرسل إليهم رسولاً لبيباً عاقلاً فصيحاً بصيراً بالعواقب في الأمور برسالة تتضمن السؤال عن موجب التوجه إلينا وقصد بلادنا وما سبب هذا الاعتداء ولم يصدر منا غير الخير لهم ولغيرهم ويذكر لهم طرقاً من شجاعتنا وبسالتنا وما عندنا من اسود الحرب ونمور الطعن والضرب وأجناس السباع الكواسر والوحوش الجواسر وأصناف القبائل من العشائر ويتكلم بما يراه ويقتضيه المقام مما يناسب الحال بالانسجام ويميز عساكرهم وأوضاعهم وأحوالهم ويرد الجواب فيعمل على مقتضى ما يرد به علينا من ذلك ويبني عليه ما يقع عليه الاتفاق. فاستصوبوا هذا الرأي.

وكان عند الأسد ذئب هو له من خواص حضرته وندماء

<<  <   >  >>