للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مجلسه وأهل محبته وله عليه الاعتماد الكلي وهو ممن يصلح للسفارة بين الملوك والدخول في معضلات الأمور والسلوك فوقع اختيارهم عليه فحمله الأسد هذه الرسالة ومن مضمونها بعد إبلاغ ملك الأفيال الرسالة والتحية ليعلم ملك الأفيال أن قوتنا من قديم الزمان ظاهرة وهيبتنا تذل لها الوحوش الكاسرة وصولتنا قاهرة باهرة تفترس الفرائس ونجندل الفوراس ويضرب بنا في الشجاعة المثل المثوال وتفر من بين أيدينا الأبطال، وقد بلغنا أن ملك الأفيال متوجه إلينا بجنوده وهيأ في ذلك أجناس عساكره وجنوده ولا علمنا لذلك موجباً ما ولا تقدمنا إليه بعداوة توجب حزناً وحرماً بل ولا تعرضنا لأحد في مملكته وملكه ولا قهر أحد منا بالتعدي على اتباعه أحداً في ملكه وفلكه والرعايا بحمد الله تعالى منا شاكرة ونشر جميل الذكر عنا في حقوقكم أموره ظاهرة فانعموا برد الجواب وميزوا الخطأ من الصواب وأكدر من اللعاب قبل تفاقم الأمور وتعاظم الشرور والتهاب شواظ الغيظ من الأسود والنمور، مع أن اعتمادنا على الله تعالى العلي العظيم وتوكلنا على الله العزيز الرحيم، فلما أبلغ الذئب الرسالة وأجرى ما فيها من شجاعة وبسالة وتبين لملك الأفيال ما تضمنت من رفعة وجلالة استشاط ملك الأفيال وتغيرت لاضطرابه الأحوال وكاد أن يقلقل الجبال من شدة ما تغيرت منه الأحوال ونظر من بين تلك الأفيال والفيول إلى فيل ظلوم وجهول وقال له: من غير فكر ولا تأمل في الكلام ولا تفكر اذهب إلى هذا المغر بكلامه المغر ومزهو أنه السكران بمدامه الراقد في غفلة منامه وقل له متى ما رست معركة الشجعان أو صارعت أبطال الميدان ومن أين لك طاقة لمصادمة الجبال وأنى تعرف مقاومة الأفيال فاستيقظ لنفسك فعن قليل تحل برمسك واستعد لجنود لا قبل لك بها تشاهد منها ما لم تسمعه من حربها وضربها فلقد

<<  <   >  >>