حداوة حدوه. وقد قالت الحكماء أربعة لا يستحقرها أهل الاعتبار ولا يستخف بها أولو الأبصار السقم والدين والعدو والنار فالملك أعز الله أنصاره وأكثر جنده ونصاره وأعلى قدره وسلط على أعدائه قهره لا يلتفت إلى هذا الكلام ولا يتزعزع لعواصف هذه الأوهام ولا يخف من جهامة الأفيال فكل ما هم فيه باطل ومحال، بل يعتمد على الله العزيز الجبار ويصلح نيته مع الكبار والصغار ويقوي جنانه على الملاقاة وقد قابله النصر ولاقاه ووقاه فإن هؤلاء اعتدوا بغير حق على بلادنا وأتوها بدون استئذاننا فسينصرك الله عليهم بجنود لم تروها فكم من مستضعف حقير نصر على مستعظم أمير وصدر منه بالحيلة وحسن التدبير أمر خطير وبحسن الدبير تساعد المقادير والصبر العزيز يتم كل أمر كبير وناهيك بقصة الفأرة مع رئيس الحارة وما فعلته من المكايد معه إلى أن قتلته بها.
قال الأسد: كيف كانت تلك الحكاية؟ قال الثعلب بلغني أنه