وأعلن في ذلك الجميع بحيث تلقاه الجميع بالبصر والسمع، فقال يا أهل المكان برز مرسوم السلطان أن كل من كان في مرتبة مرضاة أو متعبة لا يلاحظ من هو فوقه ولو أنه أمير أو سوقه بل يراقب من هو دونه فائزة كانت منزلته أو معونه فإن ذلك أجمع للقلوب وأدعى للشكر المطلوب واجلب للرضا بحوادث القضا فإن من رأى نفسه في مقام ورأى غيره في أدنى من ذلك المقام استقام واستعظم منزلته عليه وعد أن لنفسه على غيره مزية لديه فتوطنت نفسه على الرضا واشتغلت بالشكر لوارد القضا مثل الراقي إلى منزلة الصدر إذا رأى من هو دونه في القدر لم يشك في أن محله محل البدر والباقي حواليه كالنجوم فلا يأخذه لنفسه وجوم، كذلك الغائب بالنسبة إلى الحاجب والدوا يدار بالنسبة إلى البزدار والخازندار بالنسبة إلى جابي الدينار والمهتار بالنسبة إلى السايس وللسايس والمارقدار وكذا السايس بالنسبة إلى الحارس وكاتب السر المرتفع بالنسبة إلى كاتب الدعاوى الموقع وكاتب الزمام بالنسبة إلى الخدام وكذا القاضي مع الفقيه والفقيه مع التاجر النبيه والتاجر مع العامي السفيه والغني والأمير بالنسبة إلى حال المآمير والفقير مع المأمور والناصر مع المنصور. وعلى هذا القياس أرباب الصنائع وجلاب البضائع وأهل المدن والقرى والبيع والشرا والألازر ذوي الوضاعة والشرف من أنواع المكتبات والحرف إلى أن ينزلوا في المراتب ويتدرجوا من البقاع إلى الحضيض في المناصب ويتفاوتوا في المعاتب والمناقب فيصل نظرهم في ذلك إلى كل ذي فعل سيء وحالك كأرباب العظائم وأصحاب الذنوب والجرائم فينظر المعتوب حاله بالنسبة إلى المضروب والصحيح بالنسبة إلى المكلوم والمشرم بالنسبة إلى المسموم والصحيح بالنسبة إلى جريح ويلاحظ مضروب العصا حال مسلوخ المقارع والمسلوخ حال مقطوع