الأكارع وكذا المقطوع بالنسبة إلى المصلوب على الجذوع. ولتكن هذه القواعد مستمرة العوائد ليعلم أن مصائب قوم عند قوم فوائد وليعلموا أن الملك الجليل على الرعية من أشرف خليل فإن الله يوكله وعن ما يحكمه بسهله فهو كما قيل:
قسمت يداه عفوه وعقابه ... قسمين ذاوبلا وذاك وبيلا
ثم إن هذه القواعد المتضمنة للفوائد استمرت مستعملة غير ملقاة ولا مهملة من زمان ذلك السلطان وإلى هذا الأوان. وإنما أوردت هذه المثلة وأطلت النفس في شأن هذه الأحوال لتأخذ منها حظك وتكرره وتعيه وتودعه حفظك وتجري بها ليلا ونهارا لفظك حتى تصلح لمنادمة الملك ولا يعلق بذيل مكانتك من هو من حساد مرتبتك وترضى بأي مقام أقامك فيه وتعلم أنه أعلى مقام يرتضيه.
قال الذكر: لقد أوضحت إذ نصحت وزينت بما بينت فجزاك الله خيرا وكفاك ضيرا فحقيق علي أن أقتدي بآثارك وأهتدي بأنوارك فما أرجح ميزانه برهانه وأعز حسنه وإحسانه لقد جمعت من فصاحة النقل ورجاحة العقل ومزجت روح اللطافة ببذل الطرافة وجلوت صورة النصيحة في خلوة اللطافة ثم إنهما تهيئا للذهاب وتوكلا على العزيز الوهاب وتوجها قاصدين حضرة العقاب فأوصلا السير بالسرى واستبدلا النوم