للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وامتحن وغرب ولفظته البلاد، وغمزه كثير من الناس، فدخل سبتة، وأقرأ بها مدة، ثم خرج إلى طنجة، ثم رجع إلى الأندلس، فمات برندة١، قال ابن سكرة: عزمت على القراءة عليه، فقطع عن ذلك قاطع.

وقال القاضي عياض: حدث عنه خالي أبو بكر محمد بن علي، وأبو إسحاق بن جعفر، وقال أبو الأصبغ بن سهل: أشكلت علي مسائل من علم القرآن، لم أجد من يشفيني فيها، حتى لقيت أبا محمد بن سهل.

قال: وكانت بين القاضي أبي الوليد الباجي وبينه منافرة عظيمة، بسبب مسألة الكتابة، فكان ابن سهل يلعنه في حياته وبعد موته، فبالغ أصحاب أبي الوليد في القول في ابن سهل، والإكثار عليه.

قلت: كان أبو الوليد يقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب اسمه يوم الحديبية في كتاب الصلح، ويحتج بالحديث المروي فيه، وكان ابن سهل يعظم ذلك على أبي الوليد.

وقد قرأ القراءات على ابن سهل طائفة، منهم أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع المذكور في إجازات الشاطبي، توفي ابن سهل سنة ثمانية وأربعمائة٢.

١٤- علي بن عبد الله بن فرح أبو الحسن الجذامي الطليطلي المقرئ الأستاذ، خطيب طليطلة ٣، ويعرف بابن الألبيري.

أخذ القراءات وغيرها عرضا ورواية، عن مكي بن أبي طالب القيسي وأبي القاسم وليد وأبي محمد بن عباس، ومحمد بن مشاور وطائفة، وأقرأ الناس دهرا، وكان ثقة عارفا بالفن، صالحا واعظا.

قدم قرطبة وتصدر بجامعها للإقراء، فأقرأ الناس نحو شهرين، ومات سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وولد سنة عشر٤.

١٥- عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عباس، أبو محمد القرطبي.

قرأ القراءات على مكي، وسمع من حاتم بن محمد، ومحمد بن عتاب قال ابن بشكوال: كان من جلة المقرئين، وخيارهم، عارفا بالقراءات ضابطا مجودا مع العفاف والدين.


١ رندة: حصن من تاكرني بالأندلس.
٢ انظر/ شذرات الذهب "٣/ ٣٦٤". غاية النهاية "١/ ٤٢١, ٤٢٢".
٣ طليطلة: بلد بالمغرب.
٤ انظر/ غاية النهاية "١/ ٥٥٣, ٥٥٤".

<<  <   >  >>