للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٤- محمد بن الحسين بن بندار الأستاذ، أبو العز الواسطي القلانسي مقرئ العراق، وصاحب التصانيف.

قرأ بالروايات المشهورة والشاذة على أبي علي غلام الهراس وغيره، وأخذ أيضا عن أبي القاسم الهذلي، ورحل إلى بغداد، سنة إحدى وستين، وأربعمائة.

وسمع من أبي جعفر بن المسلمة، وأبي الغنائم بن المأمون وأبي الحسين بن المهتدي بالله، وذهب إلى قرية أوانا، فقرأ بها ختمة لعاصم على أبي الفوارس محمد بن العباس الأواني.

آخر من قرأ على الكتاني، وتصدر للإقراء دهرا، ورحل إليه من الأقطار، قرأ عليه أبو محمد سبط الخياط، وأبو الفتح المبارك بن زريق الحداد، وعلي بن عساكر البطائحي, وعلي بن المظفر الخطيب، وأبو بكر عبد الله بن منصور بن الباقلاني، وسعد الله بن محمد وآخرون، وكان بصيرا بالقراءات وعللها، وغوامضها, عارفا بطرقها عالي الإسناد.

قال أبو سعد السمعاني: سمعت عبد الوهاب الأنماطي، ينسب أبا العز القلانسي إلى الرفض، وأساء الثناء عليه.

قال أبو سعد: ثم وجدت لأبي العز أبياتا في فضيلة الجماعة، فأنشدنا سعد الله بن محمد المقرئ، أنشدني أبو العز القلانسي لنفسه:

إن من لم يفضل الصديقا ... لم يكن لي حتى الممات صديقا

والذي لا يقول قولي في الفارو ... ق أنوى لشخصه تفريقا

ولنار الجحيم باغض عثما ... ن ويهوى منها مكانا سحيقا

من يوالي عندي عليا وعادا ... هم طرا عددته زنديقا

قال الحافظ بن ناصر: ألحق أبو العز سماعه في جزء من كتاب هاءات الكناية، لعبد الواحد بن أبي هاشم من أبي علي بن البناء، بعد أن لم يكن سماعه فيه، قلت: بعض الناس يترخص في مثل هذا، إذا تيقن سماعه للجزء من ذلك الرجل.

وقال أبو سعد: سمعت المبارك بن غالب المفيد يقول: قرأ ابن ميمون حين كان يسمع معنا وهو صبي، على أبي العز القلانسي.

وما كان يحسن أن يقرأ، فكتب له في الإجازة، قرأ علي فلان وجود، فقلنا له: كيف جود القراءة؟ قال: جود الذهب.

وقال ابن النجار في تاريخه: سمعت أبا العباس أحمد بن البندنيجي يقول: سألت شيخنا أبا جعفر أحمد بن أحمد بن القاص، هل قرأت على أبي العز القلانسي.

<<  <   >  >>