وحدث عنه الحافظان ابن الأخضر وعبد الغني المقدسي، والشهاب بن راجح، والشيخ موفق الدين، وعبد القادر الرهاوي وآخرون توفي في شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وله اثنتان وثمانون سنة.
وممن قرأ عليه الوزير عون الدين بن هبيرة، وأكرمه، ونوه باسمه١.
٢٩- الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الأستاذ قطب، أبو العلا الهمداني العطار، الحافظ المقرئ، شيخ أهل همذان.
ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وارتحل إلى أصبهان، فقرأ بها القراءات والحديث على أبي علي الحداد، وإلى بغداد، فقرأ على أبي عبد الله البارع، وعلى أبي بكر المزرفي، وإلى واسط، فقرأ على أبي العز القلانسي.
وسمع من ابن بيان الدزاز، وعبد الرحمن بن حمد الدوني، وابن نبهان الكاتب، وأبي علي بن المهدي وأبي عبد الله الفراوي وطبقتهم، وحصل الأصول النفيسة، والكتب الكبار.
وانتهت إليه مشيخة العلم ببلده وبرع في فني القراءات والحديث، روى عنه يوسف بن أحمد الشيرازي، وأبو المواهب بن صصرى، والحافظ عبد القادر الرهاوي، والمبارك بن أبي الأزهر.
وقرأ عليه أبو أحمد عبد الوهاب بن سكينة، ومحمد بن محمد بن الكال.
وقد أثنى عليه عبد القادر، وقال: تعذر وجود مثله في أعصار كثيرة، وأربي على أهل زمانة، في كثرة السماعات، مع تحصيل أصول ما سمع، وجودة النسخ، وإتقان ما كتب.
فما كان يكتب شيئا إلا معربا منقوطا، وبرع على الحفاظ، جاءته فتوى في أمر عثمان -رضي الله عنه، فكتب فيها من حفظه، ونحن جلوس درجا طويلا.
وله التصانيف في الحديث والزهد والرقائق، صنف كتاب زاد المسافر، في خمسين مجلدا، وصنف في القراءات العشرة، والوقف والابتداء والتجويد ومعرفة القراء، وأخبارهم، وهو كبير.
وكان إماما في النحو واللغة، سمعت أنه حفظ كتاب الجمهرة، وكان من أبناء التجار، فأنفق جميع ما ورثه في طلب العلم، حتى سافر إلى بغداد وأصبهان مرات ماشيا.
١ انظر/ شذرات الذهب "٤/ ٢٣٢", غاية النهاية "١/ ٥٥٦".