للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: إنه قرأ أيضا على واثلة بن الأسقع، وحدث عن واثلة وسعيد بن المسيب، وأبي سلام وأبي الأشعث الصنعاني وسالم بن عبد الله وجماعة.

قرأ عليه أئمة مثل عراك بن خالد وأيوب بن تميم، والوليد بن مسلم١ ومدرك بن أبي سعد، وسويد بن عبد العزيز، وهشام بن الغازي ويحيى بن حمزة، وصدقة بن عبد الله.

وسمع منه الأوزاعي٢ وسعيد بن عبد العزيز، وصدقة بن خالد، وصدقة بن عبد الله السمين، ومحمد بن شعيب بن شابور وغيرهم، ذكره أبو حاتم، فقال: ثقة عالم بالقراءة في دهره بدمشق.

وروى ابن ذكوان عن أيوب بن تميم، قال: كان يحيى بن الحارث يقف خلف الأئمة، لا يستطيع أن يؤم من الكبر.

كان يرد عليهم إذا غفلوا وقال سويد بن عبد العزيز: سألت يحيى بن الحارث عن عدد آي القرآن, فأشار إلي بيده اليسار ستة آلاف، ومئتان وست وعشرون.

وقال مروان الطاطري: حدثنا أبو عبد الملك القارئ؛ حدثنا يحيى بن الحارث، قال: لقيت واثلة بن السقع فقلت: هل بايعت بيدك هذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قلت: فأعطنيها حتى أقبلها، فأعطانيها، فقبلتها.

قال أبو حاتم الرازي: عاش يحيى الذماري تسعين سنة.

وقال خليفة توفي سنة خمس وأربعين ومائة.

قلت: وحديثه في السنن الأربعة٣.


١ هو محدث الشام: أبو العباس الوليد بن مسلم، روى عن يحيى الذماري ويزيد بن أبي مريم والأوزاعي وابن جريج وخلق آخرين، وروى عنه الليث بن سعد وبقية بن الوليد، وقد أغرب بأحاديث صحيحة، لم يشركه فيها أحد، وصنف تصانيف كثيرة، مدحه عبد الله بن أحمد، وقال أبو مسهر: كان مدلسا، وتوفي من سنة ١٩٥، وقيل ١٩٤ وقيل ١٩٦ "العبر: ١/ ٣١٩, تهذيب التهذيب: ١١/ ١٥١".
٢ هو إمام الشاميين أبو عمرو عبد الرحمن بن الأوزاعي الفقيه، روى عن عطاء والقاسم بن مخيمرة وخلق كثير من التابعين. وكان رأسا في العلم والعمل كثير المناقب. وقال أبو مسهر: كان الأوزاعي يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء, ولد في سنة ٨٠ ومات ببيروت في الحمام: أغلقت عليه امرأته باب الحمام ونسيته فمات من سنة ١٥٧. "العبر: ١/ ٢٢٧, مشاهير علماء الأمصار رقم ١٤٢٥ -ووفيات الأعيان رقم٣٣٤".
٣ انظر/ تهذيب التهذيب "١١/ ١٩٣, ١٩٤". شذرات الذهب "١/ ٢١٧". سير أعلام النبلاء "٦/ ١٨٩". طبقات القراء لابن الجزري "٢/ ٣٦٧".

<<  <   >  >>