للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣- نافع بن عبد الرحمن ابن أبي نعيم الليثي، مولاهم أبو رويم المقرئ المدني.

أحد الأعلام، هو مولى جعونة بن شعوب الليثي، حليف حمزة بن عبد المطلب أو حليف أخيه العباس.

وقيل يكنى أبا الحسن, وقيل أبا عبد الرحمن, وقيل أبو عبد الله.

وقيل: أبو نعيم وأشهرها أبو رويم.

قرأ على طائفة من تابعي أهل المدينة، وكان أسود اللون حالكا وأصله من أصبهان.

قال أبو قرة موسى بن طارق: سمعته يقول: قرأت على سبعين من التابعين.

قال أبو عمرو الداني: قرأ على الأعرج وأبي جعفر القارئ، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب ويزيد بن رومان، وصالح بن خوات.

قلت: وسمع الأعرج ونافعا مولى ابن عمر وعامر بن عبد الله بن الزبير، وأبا الزناد، وعبد الرحمن بن القاسم وغيرهم، وأقرأ الناس دهرا طويلا، فقرأ عليه من القدماء مالك وإسماعيل بن جعفر، وعيسى بن وردان الحذاء، وسليمان بن مسلم بن جماز.

وممن بعدهم إسحاق المسيبي والواقدي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وقالون وورش، وإسماعيل بن أبي أويس، وهو آخر من قرأ عليه موتا.

وروى عنه الليث بن سعد، وخارجة بن مصعب، وابن وهب وأشهب، وخالد بن مخلد، وسعيد بن أبي مريم والقعنبي، ومروان الطاطري.

وسقلاب ومعلي بن دحية، وكورم المغربي والغاز بن قيس. وخلق كثير، وكثير منهم قرأ عليه. وبعضهم حمل عنه الحروف. قال سعيد بن منصور: سمعت مالكا يقول: قراءة أهل المدينة سنة. قيل له: قراءة نافع؟ قال: نعم. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم يكن فقراءة عاصم. وقال مالك: نافع إمام الناس في القراءة، وروى أبو خليد الدمشقي واسمه عتبة عن الليث بن سعد أنه قدم المدينة سنة عشر، فوجد نافعا إمام الناس في القراءة لا ينازع.

قلت: المحفوظ عن الليث أنه قال: في سنة ثلاث عشرة، قال ابن وهب وغيره عنه، وقال أحمد بن هلال المصري: قال لي الشيباني: قال لي رجل ممن قرأ على نافع: إن نافعا كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك. فقلت له: يا أبا عبد الله أو يا أبا أتتطيب كلما قعدت تقرئ؟ قال: ما أمس طيبا ولكني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وآله وسلم. وهو يقرأ في في، فمن ذلك الوقت أشم من في هذه الرائحة.

<<  <   >  >>