وقال الأصمعي: عن فلان قال: أدركت المدينة سنة مائة ونافع رئيس في القراءة.
وروى هارون بن موسى القروي عن أبيه عن نافع بن أبي نعيم أنه كان يجيز كل ما قرئ عليه، إلا أن يسأله إنسان أن يقفه على قراءته فيقفه عليها. وعن الأعشي قال: كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه، إلا أن يسأله. وقال نافع: تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفا. وجلست إلى نافع مولى ابن عمر ومالك صبي. رواها الأصمعي عنه.
أبو مصعب الزهري، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: كنا نقرأ على ابن جعفر القارئ، وكان نافع يأتيه فيقول: يا أبا جعفر ممن أخذت صرف كذا وكذا؟ فيقول: من رجل قارئ من مروان بن الحكم. ثم يقول له: ممن أخذت صرف كذا وكذا؟ فيقول: من رجل قارئ من الحجاج بن يوسف فلما رأى ذلك نافع، تتبع القراءة يطلبها.
وقال إسحاق المسيبي: قال نافع: قرأت على هؤلاء فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة.
وقال الأصمعي: سألت نافعا عن "الذئب" و"البئر" فقال: إن كانت العرب تهمزها فاهمزها.
وروى الحلواني عن قالون أن نافعا كان لا يهمز همزا شديدا ويمد ويحقق القراءة ولا يشدد، ويقرب بين الممدود وغير الممدود. وقال عبيد بن ميمون التبان: قال لي هارون بن المسيب: قراءة من تقرئ؟ قلت: قراءة نافع، قال: فعلى من قرأ نافع؟ قال: على الأعرج وقال الأعرج: قرأت على أبي هريرة -رضي الله عنه. وقال عثمان بن خرزاذ: حدثنا عبد الله بن ذكوان حدثنا إسحاق بن محمد المسيبي عن نافع أخبره أنه أدرك أئمة يقتدى بهم في القراءة منهم: الأعرج، وأبو جعفر، وشيبة، ومسلم بن جندب وغيرهم.
قلت: وروي أن نافعا كان صاحب دعابة وطيب أخلاق، وثقه يحيى بن معين، ولينه أحمد بن حنبل.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قلت: لم يخرجوا له شيئا في الكتب الستة.
قال ابن عدي لنافع عن الأعرج: نسخة مائة حديث رواها جعفر بن محمد الرازي عن سعيد بن هاشم عنه، وله نسخة أخرى أكثر من مائة حديث عن أبي الزناد عن الأعرج، رواها ابن أبي فديك عنه، وله من التفاريق قدر خمسين حديثا أيضا.
ولم أر له شيئا منكرا وأرجو أنه لا بأس به، أخبرني عمر بن عبد المنعم عن الكندي أنا