وقال خلف بن هشام: كنت أحضر بين يدي الكسائي، وهو يقرأ على الناس وينقطون مصاحفهم بقراءته عليهم.
قلت: لم يكن ظهر للناس الشكل بعد، إنما كانوا يعربون بالنقط، قال خلف: قرأ الكسائي على حمزة القرآن أربع مرات.
وقال أحمد بن رستم: حدثنا نصير بن يوسف، قال: قرأت على الكسائي، وأخبرني أنه قرأ القرآن على حمزة، وعلى جماعة في عصر حمزة، منهم ابن أبي ليلى، والهمداني وأبو بكر بن عياش.
وقال موسى بن عبد الرحيم: سألت الكسائي عن نسبته فقال: أحرمت في كساء.
قال الشافعي -رضي الله عنه: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي.
وقال أبو بكر بن الأنباري: اجتمعت في الكسائي أمور، كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب، وكان أوحد الناس في القرآن، فكانوا يكثرون عليه، حتى لا يضبط الأخذ عليهم.
فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره, وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ.
قلت: وكان في الكسائي تيه وحشمة، لما نال من الرياسة بإقراء محمد الأمين ولد الرشيد، وتأديبه أيضا للرشيد.
فنال ما لم ينله أحد من الجاه والمال، والإكرام، وحصل له رياسة العلم والدنيا.
قال ثعلب: حدثنا خلف بن هشام، قال: عملت وليمة فدعوت الكسائي واليزيدي فقال اليزيدي، للكسائي: يا أبا الحسن أمور تبلغنا عنك ننكر مثلها.
فقال الكسائي: أومثلي يخاطب بهذا، وهل مع العالم من العربية إلا فضل بصاقي هذا، ثم بصق فسكت اليزيدي.
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم، قال محمد بن بشار: حدثني أبي عن بعض أصحابه قال: قيل لأبي عمر الدوري، كيف صحبتم الكسائي على الدعابة التي فيه؟ قال: لصدق لسانه.
وقال أحمد بن فرح: حدثنا الدوري سمعت الكسائي يقول: من علامة الأستاذية ترك الهمز في المحاريب.
أخبرنا أبو بكر العطار، أخبرنا عبد الوهاب بن رواج، أنا أبو طاهر السلفي الحافظ، أنا