للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبو طاهر بن سوار مؤلف المستنير حدثنا الحسن بن علي العطار حدثنا إبراهيم بن أحمد الطبري المقرئ حدثنا أحمد بن فرح حدثنا الدوري قال: قيل للكسائي لم لا تهمز الذيب؟ قال: أخاف أن يأكلني.

وقيل إنه قال هذه الأبيات: قل للخليفة لا يلوم؛ ولا يصح ذلك عنه.

وقال أبو العباس بن مسروق، حدثنا سلمة بن عاصم قال: قال الكسائي: صليت بهارون الرشيد فأعجبتني قراءتي فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط، أردت أن أقول: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ، فقلت: لعلهم يرجعين، فوالله ما اجترأ هارون أن يقول أخطأت.

ولكنه لما سلم قال: أي لغة هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد، قال: أما هذه فنعم، أنبأني بها المؤمل بن محمد وغيره، عن الكندي عن أبي منصور الشيباني، عن أبي بكر الخطيب.

عن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، عن الخلدي، عن ابن مسروق وروى سلمة عن الفراء١ قال: قال لي الكسائي: ربما سبقني لساني باللحن، فلا يمكنني أن أرده أو كلاما نحو هذا.

وأنبأنا عن الكندي عن الشيباني عن الخطيب، قال: أنا أبو الحسن الحمامي، سمعت عمر بن محمد الإسكاف، سمعت عمي يقول: سمعت ابن الدورقي يقول: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد، فحضرت صلاة فقدموا الكسائي يصلي فأرتج عليه، قراءة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، فقال اليزيدي: قراءة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: ١] ترتج على قارئ الكوفة.

قال: فحضرت صلاة، فقدموا اليزيدي فأرتج عليه في الحمد، فلما سلم قال:

احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق

وروى الخطيب بإسناده عن خلف البزار قال: كان الكسائي يقرأ لنا على المنبر، فقرأ يوما ونحن تحته "أَنَا أَكْثَرَ مِنْك" فنصب أكثر فلما فرغ سألوه عن العلة.

فثرت في وجوههم أنه أراد في فتحه أقل: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا"} .


١ هو أبو زكريا: يحيى بن زياد بن عبد الله منصور، الفراء، الديلمي، أبرع أهل الكوفة في علمهم، نزل بغداد، وهو أجل أصحاب الكسائي، وكان رأسا في النحو واللغة، مات في سنة ٢٠٧ "العبر: ١/ ٣٥٤, مراتب النحويين لأبي الطيب الحلبي ص٨٩, طبقات النحويين واللغويين الزبيدي ص١٤٣, شذرات الذهب: ٢/ ١٩".

<<  <   >  >>