فقال: لئن قلت ذاك لقد كنت أقرئ الناس في مسجد دمشق فأغفيت في المحراب فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- داخلا من باب المسجد فقام إليه رجل فقال: بحرف من تقرأ فأومأ إلي.
وللكسائي من التصانيف كتاب معاني القرآن، كتاب القراءات، كتاب العدد، كتاب النوادر الكبير، كتاب النوادر الأوسط، كتاب النوادر الأصغر، كتاب النحو، كتاب العدد واختلافهم فيه، كتاب الهجاء.
كتاب مقطوع القرآن وموصوله، كتاب المصادر، كتاب الحروف، كتاب أشعار المعاياة، كتاب الهاءات، قال أبو سعيد السيرافي: رثى يحيى اليزيدي محمد بن الحسن والكسائي، وكانا خرجا مع الرشيد إلى خراسان فماتا في الطريق، فقال:
تصرمت الدنيا فليس خلود ... وما قد ترى من بهجة سيبيد
لكل امرئ كأس من الموت مترع ... وما إن لنا إلا عليه ورود
ألم تر شيبا شاملا ينذر البلى ... وإن الشباب الغض ليس يعود
سيأتيك ما أفنى القرون التي مضت ... فكن مستعدا فالفناء عتيد
أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذريت دمعي والفؤاد عميد
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يوما وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده ... وكادت بي الأرض الفضاء تميد
فأذهلني عن كل عيش ولذة ... وأرق عيني والعيون هجود
هما عالمنا أوديا وتخرما ... فما لهما في العالمين نديد
فحزني إن تخطر على القلب خطرة ... بذكرهما حتى الممات جديد
قال أبو عمر الدوري:
توفي الكسائي بالري بقرية رنبوية، وقال أحمد بن جبير الأنطاكي: توفي برنبوية، سنة سبع وثمانين ومائة، وقال أبو بكر بن مجاهد: توفي برنبويه سنة تسع وثمانين، وكذا وأرخه غير واحد وهو الصحيح.
وقد قيل في وفاته أقوال واهية: سنة إحدى وثمانين، وسنة اثنتين وسنة ثلاث وسنة خمس أعني وثمانين وسنة ثلاث وتسعين والله أعلم، وقيل: إنه عاش سبعين سنة.
ولما مات محمد والكسائي قال الرشيد: دفنا الفقه والنحو بالري١.
١ انظر/ تهذيب التهذيب "٧/ ٣١٣, ٣١٤". شذرات الذهب "١/ ٣٢١". سير أعلام النبلاء "٩/ ١٣١". طبقات ابن الجزري "١/ ٥٣٥".