وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي، توفي سنة عشرين ومائتين وله نيف وثمانون سنة -رحمه الله١.
١١- يعقوب بن إسحاق الحضرمي.
قارئ أهل البصرة في عصره، الإمام أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين.
قرأ القرآن على أبي المنذر، سلام بن سليم، وعلى أبي الأشهب العطاردي، ومهدي بن ميمون، وشهاب بن شرقة.
وسمع من حمزة الزيات، وشعبة وهارون بن موسى النحوي، وسليم بن حيان، وهمام بن يحيى، وزائدة، وأبي عقيل الدورقي، والأسود بن شيبان. وبرع في الإقراء.
قرأ عليه روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المتوكل رويس، والوليد بن حسان التوزي، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف، وأبو حاتم السجستاني وأبو عمر الدوري، وخلق سواهم.
وحدث عنه أبو حفص الفلاس، وأبو قلابة الرقاشي، وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن يونس الكديمي، قال أبو حاتم السجستاني:
هو أعلم من رأيت بالحروف، والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه، ومذاهب النحو.
وقال أحمد بن حنبل هو صدوق ولبعضهم:
أبوه من القراء كان وجده ... ويعقوب في القراء كالكوكب الدري
تفرده محض الصواب ووجهه ... فمن مثله في وقته وإلى الحشر
قال طاهر بن غلبون: وإمام أهل البصرة بالجامع.
لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب -رحمه الله تعالى- يعني في الصلوات.
وقال علي بن جعفر السعيدي، كان يعقوب أقرأ أهل زمانه.
وكان لا يلحن في كلامه، وكان أبو حاتم من بعض تلامذته، وقال أبو القاسم الهذلي: لم ير في زمن يعقوب مثله.
١ انظر/ شذرات الذهب "٢/ ٤٨". سير أعلام النبلاء "١/ ٣٢٦". طبقات ابن الجزري "١/ ٦١٥".