[المبحث الثاني: دوافع الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن الكريم]
[صرف الأنظار بعيدا عن القرآن]
...
[المبحث الثاني: دوافع الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن الكريم]
تتعدد دوافع الجدل التنصيري ضد القرآن الكريم، فمنها دوافع خاصة بأهل الكتاب ومنها دوافع عامة لكل خصوم القرآن من كتابيين وغيرهم. ومن تلك الدوافع التي يمكن رصدها:
١ صرف الأنظار بعيداً عن القرآن
وقد كان ذلك هدفاً لمشركي مكة، وسعوا إلى تحقيقه بوسائل عدة منها: صدُّ الناس عن القرآن، والتصفيق والصفير عند تلاوته وإثارة المزاعم والشكوك حوله.
وكان ظن المشركين أن ذلك مجلبة للغلبة والنصر، قال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}(فصلت/٢٦) .
وهذا ما اعتقده المنصرون تماما، يقول المنصرِّ وليم جيفورد بالكراف:((متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه)) (١) .
(١) جلال العالم، دمروا الإسلام وأبيدوا أهله، ص ٦٣، مكتبة الصحابة جدة ـ مكتبة التابعين، القاهرة. ١٩٩٤م. والمعنى نفسه كرره المبشر وليم موير: ((إن سيف محمد والقرآن هما أكثر أعداء الحضارة والحرية والحقيقة الذين عرفهم العالم عناداً حتى الآن)) إدوار سعيد، الاستشراق، ص ١٦٨، مرجع سابق.