للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند كلامه على الحديث القطعي في السند والمتن: "وهو ما تيقنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله وتيقنا أنه أراد تلك الصورة"١.

واليقين الأول هو قطعية الثبوت، وهو القطع بنسبة الخبر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، واليقين الثاني هو قطعية الدلالة، وهو القطع بالمراد من الدليل.

فترتيب الأدلة في القوة - بالنظر إلى جهتي القطعية - يكون هكذا:

الرتبة الأولى: القطعية التامة في الجهتين ويكون فيها الدليل قطعيا في الثبوت والدلالة، ومثال الدليل في هذه الرتبة: الدليل من القرآن الكريم أو الخبر المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان نصا صريحا في الحكم المراد منه.

ومن ذلك قول الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ} ٢ فهو قطعي الثبوت وأنه من كلام الله، وقطعي الدلالة على نسبة الإرسال من الله إلى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم٣.

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار".

روى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون نفرا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين٤، ورواه عنهم جمع كثير من مشاهير التابعين


١ مجموع الفتاوى٢٠/٢٥٧، وانظر الموافقات١/٣٤.
٢ سورة الفتح (٢٩) .
٣ انظر المثال في التقريب والإرشاد للباقلاني١/٣٤٠.
٤ هذا في الأسانيد الصحيحة، وقال الحافظ ابن حجر: "وورد أيضا من نحو خمسين غيرهم بأسانيد ضعيفة ومن نحو عشرين آخرين بأسانيد ساقطة" فتح الباري١/٢٠٣.

<<  <   >  >>