للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدل على ذلك أيضا أن الغزالي أخرج خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخبار الآحاد، لقطعيته، فقال: "قول الرسول عليه السلام لما علم صحته لا يسمى خبر الواحد"١.

فمبنى الخلاف في قطعية خبر الواحد: على أنه هل يقطع بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله، وليس أنه هل يقطع بقول الرسول صلى الله عليه وسلم وحديثه٢.

أمور موضِّحة:

وهناك أمور إذا اتضحت ساعدت في توضيح محل النزاع وفي توجيه الأدلة ومناقشتها:

- منها: أن بعض أدلة من نفى القطعية مطلقا لا ترد إلا على من أثبت القطعية مطلقا، كما أن بعض أدلة من أثبتها مطلقا لا ترد إلا على من نفاها مطلقا، ومن توسط بينهما فقال بالقطعية عند وجود قرائنها يسلم من كثير من اعتراضات أدلة الفريقين.

- ومنها: ذهب بعض العلماء إلى أن خبر الواحد يفيد العلم الظاهر.

ونفى وجود العلم الظاهر من كلا طرفي النفي والإثبات في المسألة.


١ المستصفى٢/١٧٩.
٢ وفي إضافة الخبر إلى الواحد ما يشير إلى ما سبق، وأن الخلاف في خبر الواحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في فيما يعلم أنه خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

<<  <   >  >>