للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى الأول فهل هو من العام المخصوص؟ أو من العام الذي أريد به الخصوص في ذلك قولان.

والفرق بين العام المخصوص والعام الذي أريد به الخصوص من وجهين.

أحدهما أن العام المطلق الذي يجرى على عمومه وإن دخله التخصيص ما يكون المراد باللفظ أكثر وما ليس بمراد باللفظ يكون أقل والعام الذي أريد به الخصوص ما يكون المراد باللفظ أقل وما ليس بمراد باللفظ أكثر.

والفرق الثانى أن البيان فيما أريد به الخصوص متقدم على اللفظ وفيما أريد به العموم متأخر عن اللفظ ومقترن به وعلى كلا القولين يجوز الاستدلال به على إباحة البيوع.

والمختلف فيها ما لم يقم دليل على التخصيص على إخراجها من العموم وكذلك الاستدلال على بطلان ما فيه غرر بقوله نهى عن بيع الغرر١ وكذلك الاستدلال على بطلان بيع اللحم بالحيوان مأكولا أو غير مأكول بقوله نهى عن بيع اللحم بالحيوان٢.

وأما تحرير مذهبنا في ذلك فإن كان الحيوان مأكولا فيحرم بيعه بلحم من جنسه وكذا بغير جنسه إن قيل اللحم جنس واحد فإن قيل أجناس فيجوز أشار إلى ذلك صاحب المغنى.

ولنا قول بالمنع مطلقا مأكولا أو عير مأكول.

واختار أبو العباس المنع فيما إذا كان من جنسه وكان الحيوان مقصود اللحم.


١ رواه أبو داود عن أبي هريرة كتاب البيوع رقم: "٣٣٧٦" ورواه الترمذي بزيادة "وبيع الحصاة" وقال: حسن صحيح كتاب البيوع رقم: "١٢٣٠" ورواه بهذا اللفظ ابن ماجه كتاب التجارات رقم: "٢١٩٤" وجاء بلفظ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر مسلم كتاب البيوع رقم: "١٥١٣" النسائي كتاب البيوع رقم: "٤٥١٨".
٢ رواه مالك مرسلا عن سعيد بن المسيب كتاب البيوع "٢٧" وقال عنه ابن عبد البر لا إعلمه يتصل من وجه ثابت.

<<  <   >  >>