للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واستمر نحو قرن من الزمان، ومثل هذا يحدث في كثير من الأسر التي تتشعب فروعها ويكثر أفرادها.

ولا يجد الباحث تفاصيل لهذا التنافس لدى مؤرخي نجد في تلك الحقبة، ولكنه لن يعدم إشارات موجزة يستشف منها ذلك.

فابن بشر يذكر في سوابقه أن دواس بن محمد بن عبد الله بن معمر قتل سنة ١٠٥٨هـ وتولى بعده محمد بن حمد بن عبد الله الإمارة، فأجلى آل محمد من العيينة، فلم تتم له الولاية سوى تسعة أشهر.

ويذكر ابن بشر أيضا أن الشيخ لما انتقل إلى الدرعية من العيينة سنة ١١٥٧هـ هاجر إلى الدرعية بعض رؤساء المعامرة، ويضيف: (معاكسين لعثمان بن معمر) .

ونجد أحد هؤلاء المهاجرين يتولى إمارة العيينة بعد قتل عثمان، وهو سلطان بن محيسن المعمري في سنة ١١٦٣.

وقد ذكر الأستاذ عبد الله بن خميس في "معجم اليمامة"١ بعد ذكر مقتل عثمان.. (ولكن الشيخ محمدا لم يرض بهذا التصرف، فسارع إلى العيينة، وجمع أهلها وهدأ روعهم، وعين مشاري بن إبراهيم بن معمر أميرا وناصر الدعوة.. وأخذ يشارك بأهل العيينة في غزوات آل سعود، ولكن ظهر منه أخيرا ما جعل الدرعية تسيء الظن به وتعزله.

بعد ذلك أسندت إمارة العيينة إلى سلطان بن محيسن أحد موالى آل معمر، ولكن ذلك أوغر صدر ناصر بن عثمان بن معمر، وكان يطمع في تولي الإمارة، فأعلن تمرده ولكنه قتل سنة ١١٨٢هـ.

واضطرب الأمن في العيينة فذهب إليها الشيخ محمد، وأمر بهدم قصر آل معمر،


١ ١٢٠٣/ ٢٠٤.

<<  <   >  >>