للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ووصفه ابن حميد صاحب "السحب الوابلة" بقوله: (باقعة الزمان، ولسان ذلك الأوان، عجبا في الحفظ والاستحضار، داهية في مجادلات الملوك والأمراء) .

ثم ذكر أنه تولى قضاء عنيزة فوصفه أهلها بكل جميل، وأنه كان فيصلا في أحكامه يميل إلى ما يرجحه الدليل مما خالف المذهب، ولا يبالي بأحد.

وأن شيخ المنتفق ولاه قضاء سوق الشيوخ - في العراق - فتوفي هناك بعد الأربعين والمائتين والألف.

ولكن ابن حميد - ورحمة الله واسعة - وصمه بما هو منه بريء، فقد ذكر أنه بعد أن قتل الشيخ محمد بن علي بن غريب سنة ١٢٠٨ هـ، وكان الشيخ عبد العزيز ربيبه - ابن زوجته بنت الإمام - ذكر أنه تأثر بذلك، ولكنه لم يستطع المجاهرة.

وهذا غير صحيح لأمور: منها أن الشيخ ابن حميد١ - والله يعفو عنه - كثيرا ما يلصق هذه التهمة بعلماء أبرياء، كالشيخ أحمد بن رشيد الحنبلي العفالقي وغيره، ولهذا لا يقبل قوله فيما يتعلق بالدعوة؛ لأنه من مناوئيها.

ومنها أن مواقف الشيخ عبد العزيز في مؤازرة الدعوة - كما تدل على ذلك رسالته - "المسائل الشرعية إلى علماء الدرعية"٢ بعكس ما ذكر ابن حميد.

ومنها أن القائمين بنشر الدعوة بلغت ثقتهم به من القوة إلى اختياره لسفارتين في عهدين: عهد الإمام سعود إلى صنعاء، وعهد الإمام عبد الله بن سعود إلى مصر، ولو حامت حوله أية شبهة، لما اختير لأداء المهمتين اللتين لا توكلان إلا لمن اتصف بسداد الرأي وأصالته، وإخلاصه لما يقوم به من عمل.

وتحملني المناسبة بدون رغبة مني أن أتحدث عن الصهر الثاني للإمام على ابنته أم


١ صاحب "السحب الوابلة" وانظر قوله في مجلة "العرب" س١٢ ص٧٠٠ وما بعدها.
٢ مطبوعة ضمن "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" ج٤ ص٥٦٤/٥٨٤ - مطبعة المنار بمصر سنة ١٣٤٩هـ.

<<  <   >  >>